فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة و يمجدوا أباكم الذي في السماوات
(مت 5 : 16)
مختلفون عنا!
vإذ كان أحد المبشرين في وسط القبائل يُعد عربته لينطلق نحو الغابات ليلتقي بأفراد القبائل ويكرز لهم
بالإنجيل، كانت زوجته تحمل طفلها الصغير على يديها داخل الخيمة.
vسمعت الزوجة حركة غير عادية، فتطلعت من داخل الخيمة، ورأت رئيس قبيلة يقف أمام زوجها وقد صوَّب
رمحه نحو صدره، وقام رجاله بخلع قميصه. وقف الرئيس ومعه اثنا عشر رجلاً الكل يتحفزون لإطلاق رماحهم على صدر المبشر.
في هدوء وبلا خوف قال المبشر لرئيس القبيلة:
"لتضرب بالرمح إن أردت.
لكن قبل أن تقتلني دعني أخبرك."
vتعجب رئيس القبيلة من شجاعة المبشر وعدم اضطرابه، لكنه كان مصممًا على قتله. قال في نفسه لأسمعه
قبل أن يموت. لذا في عنف شديد قال للمبشر: "ماذا تريد أن تقول؟"
أجاب المبشر:
"لقد أتيت إليكم باسم اللَّه، وأنا خادمه.
اشتاق أن تتمتعوا بحبه وخلاصه،
وتختبروا عذوبة الحياة معه.
كل ما تستطيع أنت ورجالك أن تفعلوه هو أن تقتلوني.
إن مُتْ سيأتي غيري ويخبركم بأخبار اللَّه المفرحة.
ستدخل الرماح في صدري،
لكننا لن نستريح حتى تفرحوا معنا باللَّه مخلصنا".
vسقط الرمح من يد رئيس القبيلة وتطلع نحو رجاله وهو يقول:
"إنهم مختلفون عنا.
نحن نخاف الموت، أما هؤلاء فلهم حياة خالدة.
لنسمع لهم ولنصر مثلهم!"
vألقى الكل رماحهم على الأرض، وجلسوا ينصتون للمبشر، وقبلوا إنجيل السيد المسيح بفرحٍ. وكانت هذه
بداية كرازة وسط هذه القبائل.
V V V
إنجيلك يفرح قلبي،
هب لي أن أُفرح قلوب الناس بك.
إنجيلك يحملني كما إلى السماء،
فلا أخاف الموت ولا أخشى الهاوية.
هب لي أن أكرز لأرى الكل بك أحياء!
إنجيلك عذب، لأتمتع به،
وليتمتع الكل معي بعذوبة خلاصك.
من كتاب أبونا تادرس يعقوب