عاشت أم وليم بشبرا بجوار كنيسة
الملاك بطوسون وكانت تواظب على حضور القداسات يومياً بها كانت سيدة مسنة تحيا بقلبها في الكنيسة والكنيسة تحيا فيها فكان تناولها كل يوم من الأسرار المقدسة هو لذة حياتها عاشت بإيمان بسيط وتمسك شديد بالله .
إنتقلت إلى بيت إبنها بشارع جسر السويس، عاشت معه وتمتعت بحضور القداسات كل يوم فى كنيسة السيدة العذراء بالزيتون.
وفى أحد الأيام فيما هى ذاهبة لحضور القداس باكراً وهى تسير ببطء إذ بسيارة نقل ترجع إلى الخلف بسرعة .. فتصدم الست أم وليم فتسقط على الأرض وتمر من فوقها فأسرع المارة لإسعاف هذه السيدة المسنة – إن لم تزل على قيد الحياة – ولكن يفاجأ الجميع بإنها تقوم سليمة تماماً وتواصل سيرها إلى كنيسة العذراء بالزيتون لتحضر القداس ولم تقل لأحد عما حدث إلا أن أحد الجيران الذين رأوا هذا الحادث صعد إلى شقة إبنها بعد ساعتين ليسأل عن حالتها ولم يكن يعرف إبنها بما حدث إلا من هذا الجار بسؤاله عنها .
إنها قوة المسيح العجيبة التي حفظت الثلاثة فتية في أتون النار ودانيال في جب الأسود تحفظ أم وليم من موت محقق لتواصل مسيرة حياتها فى محبة إلهها .
ومرت الأيام وساءت حالتها الصحية فرقدت في الفراش وكانت فى شبه غيبوبة ولكن لاحظ المحيطون بها أمراً عجيباً انها كانت تردد كلمة واحدة تكررها بإهتمام من كل قلبها وهى كيرياليسون .. كيرياليسون وهى كلمة قبطية معناها ياربُ إرحم وكانت تحرك يدها مع هذه الكلمات بعلامة الصليب على جسدها الضعيف الراقد في الفراش .
إن عقلها الباطن لم يختزن إلا كلمات الصلاة التى عاشتها طوال حياتها فخرجت على لسانها وهى فى الغيبوبة وعندما زارها إبنها الأسقف وهى على سرير المرض فى نهاية حياتها وجه لها سؤال واضح وواثق:
العذراء جات لك يا أمي؟
هذه هى القداسة في قوة وروحانية وإيمان لا يتزعزع .......
هذا هو القلب الذي تعوَّد على الصلاة فحفظته في مسيرة هذا العالم ورفعته إلى السماء ليواصل التهليل والتسبيح إلى الأبد ملتحماً مع صلوات كل السمائيين .
أبونا يوحنا باقي