[size=24]سؤال ***
وجواب ( لقداسة البابا شنودة )
قال السيد المسيح في بدء بشارة مرقس " قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالإنجيل " (مر1 : 15). ما هو هذا الإنجيل. وهل كان يوجد إنجيل بشر به المسيح ؟
كلمة إنجيل تعنى أحد البشائر الأربع، التي كتبها متى و مرقس ولوقا ويوحنا، وتعنى أيضاً مجرد عبارة "بشارة مفرحة". الذي أراد المسيح أن يؤمن به الناس هو هذه البشارة المفرحة، بشرى الخلاص، أو بشرى اقتراب الملكوت.. ولكنه لم يقصد مطلقاً الإيمان ببشارة مكتوبة كأحد الأناجيل الأربعة. ولهذا قبل صعوده إلى السماء، لم يطلب من تلاميذه أن يبشروا بإنجيل مكتوب، وإنما قال "تلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم.. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت28 : 19 ، 29). وهكذا قيل عن السيد المسيح كان يعلم الجموع، ويكرز ببشارة الملكوت (مت4 : 23). ونفس عبارة الإنجيل بهذا المعنى: كما قيلت عن السيد المسيح، قيلت عن بولس الرسول. فكتب إلى أهل غلاطية يقول "إن الإنجيل الذي بشرت به، ليس هو بحسب إنسان، لأني لم أقبله من عند إنسان ولا عُلمته، بل بإعلان يسوع المسيح" (غل1 : 11 ، 12). ولا يوجد إنجيل بشر به بولس، إنما يعنى هذه الكرازة، أو هذه البشارة المفرحة. ومع ذلك قال: صعدت إلى الرسل في أورشليم. وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم" (غل2 : 2). ويقصد كرازته وبشارته وليس إنجيلاً مكتوباً... فتؤخذ كلمة إنجيل بمعناها اللغوي، وليس الاصطلاحي. وهكذا قال "لما رأيتهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الإنجيل.." ( غل 1 : 14 ) . أي حسب تعليم الرب وليس حسب كتاب مكتوب *[/size]