كان فى ألمانيا كاهن تقى فاضل اسمه " بيلاجيوس " وكان عنده ورع جزيل نحو والدة الإله الفائقة القداسة . فحسده عدو الخير وأدخل فيه وسواساً بشأن جسد الرب ودمه فكان يقول فى نفسه : كيف يمكن أن يتحول الخبز إلى جسد المسيح والخمر إلى دمه ؟ فإن العذراء ولدت ابناً وحيداً وهو تألم طوعاً باختياره ومات ودفن وقام مرة واحدة فكيف إذن يصير الخبز كل يوم جسداً والخمر دماً للسيد المسيح ألعله يتألم أيضاً ؟ ؟
هذه الأفكار كانت تخطر على بال هذا الكاهن البسيط وكانت تعذبه كثيراً ولم يجسر على إفشائها أمام أحد فإلتجأ إلى السيدة العذراء متشفعاً لكى تعلمه كيف يحدث هذا وكان يكرر طلبته بدموع كثيرة . وفى ذات يوم حينما كان يتمم خدمة القداس وقرب نهايته حين قال : " وبالأكثر القديسة المملوءة مجداً العذراء كل حين التى ولدت ... إلخ " غاب من أمام عينيه الخبز المقدس والدم الكريم فارتاع خوفاً وبكى بكاءً مراً وظن أن هذا قد حدث قصاصاً له لارتيابه وأخذ يطلب شفاعة والدة الإله فظهرت له وقالت : هذا هو كلمة الله قد صار كإنسان وتألم ومات على الصليب كإنسان لأجل خلاص العالم وهو الآن لأجل تحننه يتنازل بحال عجيب لا يوصف ويعطى نفسه مأكلاً ومشرباً تحت شكلى الخبز والخمر لا بهيئة لحم ودم وذلك لكى يتناوله المؤمنون بشوق وإيمان .
فخر الكاهن ساجداً أمام المائدة المقدسة وقال : أؤمن يا رب وأعترف أنك أنت هو ابن الله الحى الذى ولد من العذراء الدائمة البتولية وكما أنك أهلتنى أن اعاينك الجسد هكذا أهلنى بشفاعة العذراء مريم أن أتناولك لا كشبه طفل بل كخبز وخمر كما كنت أتناولك قبلاً .
وبعد أن صلى جاثياً على ركبتيه انتصب واقفاً فرأى الجسد المقدس والدم الكريم فى محلهما وهكذا تناول جسد الرب ودمه الأقدسين بإيمان وورع وكان مسروراً وازداد بعد ذلك غيرة وتقوى وعاش عيشة مرضية لله ورقد فى الرب يسوع المسيح له المجد إلى الأبد آمين *
منقولة من كتاب " معجزات الذبيحة المقدسة " للقمص لوقا الأنطونى