نطوبك يا ذات كل التطويب.. لأنك بالحقيقة ارتفعت على كل السمائيين..
وصرت سماء ثانية تحمل القدوس.
يا للعجب.. الأم الأعجوبة.. الأم والعذراء.. الأم والأمة.. الملكة والعبدة،
كيف لعقلي الصغير أن يستوعب هذه الأعجوبة!!
فتاة صغيرة يهودية تحمل في حضنها (يهوه)..
أخبريني يا أمي كيف استوعبتِ الخبر.. وكيف احتملتِ الخبر..
مَنْ تخافه الملائكة وترتعب أمامه القوات..
مَنْ يقف الكهنة أمامه بكل احتشام، ويتطهرون عندما يكتبون اسمه.
كيف حملتيه أنتِ في بطنك، وحضنك، وكيف رضع من لبن ثدييك!!
أخبريني يا عروس المسيح الباهرة..
كيف كان (يحبو) يسوع.. ومتى تكلم.. وكيف نطق الحروف الأولى.
أخبريني عن أسرار الملك إذ أنه (شابهنا في كل شيء)..
وكان مثلنا "يتقَدَّمُ في الحِكمَةِ والقامَةِ والنعمَةِ، عِندَ اللهِ والناسِ" (لو2: 52).
ولكنه كان "يَنمو ويتقَوَّى بالرّوحِ، مُمتَلِئًا حِكمَةً، وكانَتْ نِعمَةُ اللهِ علَيهِ" (لو2: 40).
أحكي يا أم النور.. عن النور والبهاء الذي كان يحيط بطفلك العجيب..
وخبرينا عن المجد والوقار والرزانة والنعمة المنبعثة من شخصه القدوس..
طوباك يا مريم لأنك عانيت ما لم تره عين..
وخبرتِ ما لم يختبره إنسان..
وصدقت ما يفوق العقل..
وعقلت ما يصيب بالذهول.
إنني أقف من بعيد يحجبني الزمان السحيق والمكان البعيد...
أقف مذهولاً من الأمر نفسه الذي استوعبته أنتِ وعشته.
قلبي ولساني وعقلي وحواسي يتيهون..
وقلمي يسبق الكلمات..
ومشاعري مختلطة ولا أستطيع الكلام ولا أن أرتب العبارات..
لأنني مأخوذ ومشدود بسبب بهائك الكامل..
يا أم كل طهر وأصل البتولية.
طوبَى للبَطنِ الذي حَمَلكَ والثَّديَينِ اللذَينِ رَضِعتَهُما. أمّا هو فقالَ: بل طوبَى للذينَ يَسمَعونَ كلامَ اللهِ ويَحفَظونَهُ" (لو11: 27-28).
"طوبَى للتي آمَنَتْ أنْ يتِمَّ ما قيلَ لها مِنْ قِبَلِ الرَّب" (لو1: 45).
طوبى لمريم العظيمة التي "كانَتْ تحفَظُ جميعَ هذا الكلامِ مُتَفَكرَةً بهِ في قَلبِها" (لو2: 19).
طوبى لمن تكلمت بالروح القدس معلنة.. "فهوذا منذُ الآنَ جميعُ الأجيالِ تُطَوبُني" (لو48:1).