أصبحت التّكنولوجيا في عصرنا هذا، وبخاصة للمراهقين، نوعاً من الإدمان يتحكّم بهم ويستحوز على ما يقلّ عن 3-4 ساعات يومياً من وقتهم مسمّرين أمام شاشات الكمبيوتر، لمراجعة بريدهم الالكتروني أو لمحادثة أصدقائهم عبر ال MSN أو للّهو على الfacebook . حتّى بات من الصعب أن يرسم المرء حداً بين نمط الحياة الطبيعيّ أي العائلة، الكنيسة والواجبات المدرسية، وبين نمط الحياة الإلكترونيّ.
وتطول اللّائحة لتضمّ ال Play Station, Laptop, IPhone, IPOD, MP3, PSP وغيرها... والجميع يريد الحصول على أحدث التّصاميم منها جميعها.ونعترف أنّ هذه التكنولوجيا تمنحهم الاكتفاء الذّاتيّ والانتاجيّة والابتكار، وإدارة شؤونهم الخاصّة من جهّة ولكن من جهّة أخرى تترك آثاراً سلبيّة عديدة في مجالات العلاقات الاجتماعيّة والعائليّة، وطريقة التّعامل مع الآخرين، وابتعاد المراهقين عن أهلهم وانغلاقهم على أنفسهم. حتّى أنك ترى المراهقين يجلسون في الكنيسة وكأنهم في مأتم، بينما تعلو البسمة والضّحكة وجوههم وهم أمام شاشة الكمبيوتر. هم ينسون أو يتناسون كتابهم المقدّس، وهذه حيلة من حيل الشيطان. كما تزداد المخاطر عندما يتراجع الأولاد في الدّراسة بسبب السّاعات الطّوال المسمّرة أمام الشاشة، أو عند التماسهم المخاطر الحقيقيّة وهم يبحرون عبر شبكة الإنترنت. فهناك المواقع الإباحيّة والجنسيّة، وتلك التي تروّج للمخدّرات والكحول وتعلّم كيفيّة استخدامها. وهناك المواقع الّتي تعلّم فنون الّشعوذة و السّحر والقتل و الإنتحار و غيرها من مفاسد عالم الظّلمة. كما أنّ تمضية الأولاد ساعات و ساعات أمام الكومبيوتر تهدر أوقاتهم و طاقاتهم و يملأ الفراغ قلوبهم فيعانون من أمراض الكآبة و اليأس و التوحّد الّتي تهدّدهم بموتٍ روحيٍّ مروّع. ومن المؤسف أن نرى أنوار الضّمير المسيحيّ الحمراء قد خفتت، و بحّ صوت صفّارته،فأصوات العالم الصّاخبة أرهقت أعصاب النّاس وأفقدتهم الكثير من رهافة الحسّ الرّوحيّة، فعدد كبير من المراهقين يقعون في حيائك مواقع الرّذيلة والشّرّ.
لا يحقّ لنا أن نجزم أنّ الإنترنت مصدر شرّ, إنّما علينا الإنتباه إلى الشّرّ الملاصق به عندما نفقد السّيطرة على أنفسنا عند استعماله. إنّه أداة قويّة للشّرّ والخير معاً.فحذارِ العبوديّة والذّلّ. فكما نرى من خلاله المواقع الّتي تمجّد الرّبّ و نتشر كلمته عبر العالم، نجد المواقع الّتي تبثّ سموماً لعقول الكبار والصّغار معاً. فربما كلّ الأشياء تحلو لنا ولكن ليست كلّ الأشياء تعمل للخير.