عزيزي القارئ:
يعلن لنا الكتاب المقدس حقائق هامة وثمينة عن حياتنا مع الله وعن قلبه تجاهنا.. وكيفية تكوين شركة وعلاقة حقيقية معه. لذا دعونا نأتي معاً لنرى ماذا يقول لنا الكتاب المقدس..
يعلن الكتاب المقدس أننا جميعاً خطاة فيقول /الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس مَنْ يعمل صلاحاً ليس ولا واحد/ ، /إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله/ (رو12:3، 23 ). ويقول الكتاب أيضاً /كلنا كغنم ضللنا مِلنا كل واحدٍ إلى طريقه.../ (إش6:53).
هل لاحظت معي هذه الكلمات /الجميع.. كلنا../؟ نعم إن الجميع خطاة، وهذا يشملك أنت ويشملني أنا أيضاً.
ولهذا صرنا جميعنا تحت دينونة الله على الخطية والتي ُأجرتها الموت والهلاك الأبدي . /لأن أجرة الخطية هي موت../ (رو23:6)، /لأن غضب الله مُعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم../ (رو18:1). ولهذا يعلن الكتاب المقدس أن جميع الخطاة سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب (2تس9:1).
ولكن يعلن لنا الكتاب المقدس أيضاً أخباراً سارة.. فكلمة الإنجيل تعني /البشارة أو الأخبار السارة/. إذاً فما هي هذه الأخبار السارة؟
دعونا نفهم معنى الأخبار السارة من قصة الابن الضال. لقد ضل الابن عن أبيه وابتعد عنه تاركاً البيت واختار أن يذهب بعيداً، ورغم ذلك ظل أبوه يحبه وينتظره. وعندما عاد الابن إلى نفسه وقرر أن يرجع إلى أبيه بعد طول ضلاله وغربته، وجد أن أبيه مازال يحبه. لقد ركض الأب إلى ابنه واحتضنه.. عانقه وقبّله.. غفر له خطاياه وسامحه عن كل ما مضى.. تغاضى عن أخطاءه وردَّ له كل مكانته كابن وليس عبد وامتيازاته..
هذا هو الخبر السار يا أحبائي، إن أبيك السماوي يحبك وينتظرك رغم خطاياك ويريدك أن ترجع إلى أحضانه من جديد.
انظر ماذا يقول الكتاب /هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية/ (يو16:3). ليس فقط أننا أخطأنا ولكن الآب جعل ابنه يموت عوضاً عن خطايانا. لهذا يقول /..الرب وضع عليه إثم جميعنا/ (إش6:53). نعم لقد مات يسوع المسيح لأجل الجميع (2كو15:5).. وحمل هو نفسه خطايانا في جسده وهو يموت على خشبة الصليب (1بط24:2). نعم لقد صار يسوع ابن الله خطية لأجلنا وبديلاً عنا لنصير نحن أبراراً فيه وذلك بسبب صليبه ودمه الذي غفر خطايانا (2كو21:5).
نعم يا أحبائي، لقد أخطأ الجميع.. وصار الجميع تحت الدينونة، ولكن الآب /.. وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل يقبل الجميع إلى التوبة/ (2بط 9:3 )، /الذي يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون/ (1تي4:2). لقد مات يسوع لأجل الجميع لكي يكون /.. صارلجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي/ (عب9:5). /الذي يؤمن بالابن له حيوة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حيوة بل يمكث عليه غضب الله/ (يو36:3).
فهل اختبرت هذا الحب الإلهي؟
وهل تؤمن في المخلص المسيح وغفرانه لخطاياك؟
وهل وجدت الراحة عند الذي قال تعالوا إليّ وأنا أريحكم (مت28:11)؟
هيا اليوم استمع إلى صوته ولا تؤجل ولا تستهن بلطف الله وإمهاله