+ القديس مينا الراهب والشهيد +تذكار شهادته في يوم 17 أمشير+
هذا القديس من بلدة أخميم من أبوين مسيحيين، واشتاق للحياة الرهبانية فذهب إلى أحد الأديرة القربية من بلده، ومارس حياة النسك الشديد وأقام زماناً يصوم يومين يومين، ثم إنتقل إلى دير في منطقة الأشمونين (حالياً تتبع مدينة ملوي) وأقام فيه ستة عشر سنة لم يخرج من باب الدير.
ولما ملك العرب مصر وسمع أنهم ينكرون أن يكون لله ابنا من جوهره، عز عليه هذا القول، وذهب إلى رئيس الدير وتبارك منه ثم خرج وتوجه إلى قائد الجند وقال له : +أحقا أنتم تقو"ون أن الله ليس له ابنا من طبيعته وجوهره؟+، أجابه القائد :+نعم نحن ننفى عن الله هذا القول ونتبرأ منه+ فقال له القديس : +يجب أن لا تتبرأ منه لأنه ليس ابنا عن طريق التناسل، ولكن هذا نور من نور، إله من إله+، فأجابه القائد : +يا راهب هذا في شريعتنا كفر+ أجابه القديس : +أعلم أن الإنجيل يقول أن من يؤمن بالابن فله الحياة الأبدية ومن لم يؤمن بالابن لا يعاين الحياة بل يحل عليه غضب الله يو 3 : 36+، فأغتاظ القائد من قول القديس وأمر أن يقتل، فقطعوه بالسيف قطعاً وألقوه في النهر، فأخذه المؤمنون وكفنوه ودفنوه.
إن تصرف هذا القديس يكشف عن غيرة شديدة وحب عميق للإله القدوس، فكان يقيم في ديره في هدوء ولم يدعه أحد للدفاع عن الإيمان ولا للشهادة، ولكن غيرته لم تدعه يحتمل أن يسمع أن هناك من ينكر ابن الله. فخرج ليشهد أن المسيح إله من إله، نور من نور، وفى سبيل شهادته للنور قطع جسده بالسيف، على الإيمان بأن روحه ستسكن في النور مع النور الأزلي الأبدي