تسأل أم: كثيرا ما يصاب ابني بألم بأحد أذنيه أو الاثنين معا بعد شفاء من التهاب الحلق أو الرشح وفى بعض الأحيان يصاب بهذا الألم أثناء وجود التهاب الحلق أو الرشح والزكام، فهل هناك عوامل تساعد على الالتهاب وما هي إجراءات الوقاية والعلاج؟
يجيب على السؤال الدكتور فاروق أحمد استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة قائلا: هذا الألم يرجع عادة إلى إصابة الأذن الوسطى بالالتهاب, وهو عبارة عن عدوى بكتيرية أو فيروسية، ويحدث في الغالب مع أو بعد التهاب الحلق والزكام حيث تنتقل البكتيريا من الحلق والأنف للأذن الوسطى من خلال قناة استاكيوس التي تصل بين البلعوم الأنفي وبين الأذن الوسطى والتي تكون قصيرة ومستقيمة في الأطفال ولهذا يسهل وصول البكتيريا من البلعوم الأنفي إلى الأذن الوسطى، التي عادة ما تكون مملوءة بالهواء وأثناء وجود الالتهاب الناتج عن الزكام أو الأنفلونزا في هذه الحالة يحدث تراكم السوائل في الأذن الوسطى، حيث تكون جاهزة لنمو البكتيريا والتي تؤدى إلى التهاب الأذن الوسطى الحاد.
أما العوامل التي تساعد على هذا الالتهاب فيشير إلى أنها تتمثل في العامل الوراثي، حيث يمكن أن يحدث التهاب الأذن الوسطى في عائلات أكثر من غيرها نتيجة نقص المناعة ومن العوامل التي تؤثر في حدوث المرض العمر فنسبة حدوث التهاب الأذن الوسطى الحاد يظهر بكثرة من عمر 1-4سنوات، وذلك لقصر واستقامة قناة استاكيوس في هذه السن, كما أن الرضاعة الصناعية تسبب أيضا حدوث المرض، خاصة إذا كان الطفل مستلقيا على ظهره أفقيا أثناء تناول زجاجة اللبن ولهذا فإن الالتهاب يكون أقل في الأطفال الرضع من ثدي الأم وخصوصا إذا كان الرأس مرفوعا، بحيث لا يسمح للبن للوصول إلى البلعوم ومنه إلى الأذن الوسطى عن طريق قناة استاكيوس.
وتتمثل الأعراض عند الرضيع في بكاء شديد وارتفاع درجة الحرارة ورفض الرضاعة، أما الأكبر سنا فيشكو من ألم بالأذن ونقص في السمع وارتفاع درجة الحرارة. والوقاية تبدأ من عدم إرضاع الطفل سواء من الثدي أو من الزجاجة وهو مستلق على ظهره أفقيا.
وفى حالة ما إذا كان التهاب الأذن الوسطى نتيجة لالتهاب فيروسي وصحة الطفل العامة جيدة ينصح بعدم إعطاء المضادات الحيوية والاكتفاء بالمسكنات ونقط للأنف للمساعدة على فتح القنوات التنفسية فى حالة وجود الزكام. إما إذا كان التشخيص نتيجة لعدوى بكتيرية يجب إعطاء الطفل المريض المضادات الحيوية عن طريق الفم لمدة 10 أيام.